أخبار وتقارير

نص كلمة عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال إفتتاح جلسة اللقاء التشاوري الموسع للمرة الثانية

نص كلمة عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال إفتتاح جلسة اللقاء التشاوري الموسع للمرة الثانية والمنعقد في محافظة صعدة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

   الحمد لله القائل ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين وبعد :


نرحب بالضيوف الأعزاء من مشائخ ووجاهات قبلية وشخصيات إجتماعية ومن معهم من رجال اليمن الأوفياء الشرفاء أعز وأجمل ترحيب ونقول نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً بين إخوانكم وأبناءكم في محافظة صعدة.


ونبارك لكم إنعقاد اللقاء التشاوري الموسع وللمرة الثانية في محافظة صعدة التي تحتضن ضيوفها من شتى ربوع الوطن في مشهد يؤكد عمق الأواصر والإخوة التي تربط أبناء الشعب اليمني الواحد ونسأل الله أن يوفقكم لما فيه خير ومصلحة الجميع.


أيها الإخوة الأعزاء نشكر لكم هذا الحضور الشعبي الواسع والمهم ولقد زاد من أهميته انعقاده في هذا الظرف الحساس الذي يمر به بلدنا وهذا الحضور الفاعل جاء ليدلل أنه لازال في بلدنا اليمن رجال يحملون المسئولية ويرفضون الهيمنة والتبعية للطاغوت الذي يريد إذلال شعبنا بأكمله ونهب ثرواته وخيراته ويجعل كافة شرائح المجتمع خداماً لمصالحه وأهدافه.


أيها الأخوة الأعزاء غير خاف على أحد تركيز الأمريكيين على بلدنا منذ فترة طويلة زادت وتيرته بشكل غير مسبوق خلال هذه الفترة وهم يهيئون ويعملون على تفكيك هذا الشعب وتمزيقه وإثارة الفوضى فيه ليتسنى لهم السيطرة عليه ويظهر هذا من خلال ما يحصل في بلدنا من فوضى عارمة شملت وضعه الأمني والسياسي والإقتصادي وطالت العديد من مكونات الشعب اليمني من تفجيرات وإغتيالات لم يكن يعهدها الشعب من قبل ولم تكن من شيم أبنائه وطباعهم الأصيلة ولم تأت إلا عندما بدأ الأمريكيون يسرحون ويمرحون في ظل حماية النظام وأعوانه الذين وقفوا موقف من يجر على شعبه الأعداء والمجرمين المحتلين دون حياء أو خجل، كذلك الحال بالصراعات الطائفية والمذهبية التي تؤدي في النهاية إلى تمزيق الشعب اليمني وتفتيته وإشعال الحروب الأهلية بين أبنائه والتي لم تكن موجودة بين أبناء الشعب اليمني الذي تعايش أبناؤه بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم عبر التاريخ، وفي هذه الآونة ومع بروز النشاط الأمريكي بدأت تظهر تجليات هذا النشاط كما هو الحال في العراق وأفغانستان التي إكتوت بنار الفتنة المذهبية والطائفية التي جاءت بها أمريكا كورقة تلعب بها في منطقتنا العربية والإسلامية لتمزيق الشعوب وإضعافها وتوجيه عدائها إلى بعضها البعض.


أيها الأخوة الأعزاء : في ظل تخلي النظام الذي وصل إلى مستوى تواطؤه مع المحتلين وقد أذله الصمت المطبق حتى عن إدانة أو إستنكار التدخل الأمريكي البارز حيث بات السفير الأمريكي يتجول في المحافظات اليمنية ويتفقد أحوالها ويظهر أمام الجميع ويدير العملية السياسية ويلتقي بالوزراء والمسئولين وبشكل مكثف كل هذا يحدث على مرأى ومسمع الجميع بما فيهم ما يسمى بحكومة الوفاق، فما قيمة حكومة لا تستنكر وجود المحتل وترفض تدخله !؟.


وفي ظل هذا بات من الواجب علينا جميعاً وعليكم أنتم عقلاء اليمن وشخصياته الإجتماعية القيام بواجبنا في حماية البلد وصون كرامته وكرامة أبنائه فالجميع من التدخل الأمريكي مستهدف بلا شك ولا ريب ودوركم الشعبي في بلدنا بات ضرورياً فالتاريخ سيتحدث عن مواقفكم المشرفة التي تحمي الشعب وتصون كرامته والسكوت أو التهاون على تجاوز الخطوط الحمراء يعني المزيد من التجاوزات والتدخلات في كل صغيرة وكبيرة والسير بالبلد إلى المصير السيئ الذي وصلت إليه شعوب إحتلها الأمريكيون كالعراق وأفغانستان.
إن كل من يسعى إلى إحتلال بلدنا سواء كان الأمريكيون أو غيرهم يجب أن يدركوا أنه وإن تواطأت معهم ما يسمى بحكومة الوفاق أن الشعب برجاله وعقلائه لن يقبل بالإحتلال والوصاية والإذلال وأن الشعب سيقوم بدوره في رفض الإحتلال بكل الوسائل المشروعة والمتاحة.


أيها الأخوة الأعزاء إننا وجميع أبناء شعبنا اليمني في أمس الحاجة اليوم إلى الحكمة التي وصفنا بها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله بقوله (الإيمان يمان والحكمة يمانية ) الحكمة التي تتمثل في إعتصامنا بالله جميعاً والوقوف صفاً واحداً في وجه من يتجه لإنتزاع سيادتنا وأرضنا وعرضنا ولقد إتجه شعبنا الإتجاه الصحيح عندما أعلن الثورة في وجه النظام المتسلط وتحمل وعانى وصبر وضحى بالغالي من أجل التخلص من حياة العبودية والقهر والجوع والفقر والعيش المذل، واليوم نحن في أمس الحاجة إلى بقاء الثورة حتى تتحقق كامل أهدافها ويتغير الواقع المظلم.


أيها الأخوة : إن اليمن اليوم ينتظر منكم الموقف المشرف لأن البلد اليوم يمر بمرحلة خطرة هي بداية إحتلال أمريكي بكل ما تعنيه الكلمة وكلنا أمل أن تكون مواقفكم مع الشعب رافضة لأي موقف فيه تعاون مع الأمريكيين وكما هو معلوم أن الأمريكيين لم يدخلوا بلداً إلا بعد توطئة وتعاون من قبل عملاء من الداخل لتسهيل نشاطهم وإحتلالهم وأن إعتماد الأمريكيين هو على مواقف الممالئين والمتواطئين معهم الذين يحاولون التصدي لأي موقف قوي يتبنى قضية الدفاع عن البلد وسيادته وكرامته.


إن المسار السياسي لما يسمى بحكومة الوفاق لم يعد مجدياً فالشعب اليمني يعاني الأمرّين فلا هم حفظوا للوطن سيادته ولا حققوا للشعب اليمني أبسط حقوقه في معيشته حيث بات الشعب اليمني يعاني الويلات تلو الويلات جراء الجرع الإقتصادية التي أثقلت كاهل الشعب وزادت في معاناته أكثر بكثير مما كان في الماضي.


وإننا نؤكد أن الشعب اليمني قادر بلا شك على التغيير وعلى الإضطلاع بمسئولياته والإستمرار في الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها والخروج بالوطن من حالة التبعية والإذلال والفساد والمحسوبية إلى الإستقلال والعدالة والحرية والكرامة والتعايش بين أبنائه في ظل إحترام متبادل وإخاء ووئام واليمنيون قادرون على مواجهة الأخطار وحل مشاكلهم دون الحاجة للتدخلات أو الإملاءات الخارجية.
كان الله معكم وسددكم لما فيه الخير والصلاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أخوكم السيد /
عبد الملك بدر الدين الحوثي 

 

زر الذهاب إلى الأعلى